
الاخبار
في الوقتِ الذي يُعاني فيه لبنان من عدوان واحتلال إسرائيليَّين مستمرَّين، يصرُّ أهل الحُكم في لبنان وسوريا على عرْض الاستسلام على إسرائيل.
واليوم، أعلن ترامب رسميّاً خطّتَه لـ«وقف الحرب» وهي ليست إلّا فرْض احتلال إسرائيلي-أميركي على غزّة وبتْرها عن الجسم الفلسطيني المُحتلّ. والخطّة تحظى بدعْم عربي وإسلامي حكومي شامل، وبخاصّة بعد أن سوّت قطر أزْمتها مع إسرائيل عبر الحصول على اعتذار هاتفي من نتانياهو. هذه الخطّة هي تشريع قانوني مِن قِبل الحُكّام العرب لاحتلال إسرائيل لغزّة وضمّها.
والحُكّام، بقبولهم بالخطّة، يشرّعون كلّ جرائم الحرب التي ترتكبها وسترتكبها إسرائيل لأنّها هي وحدها التي لها الحقّ بتقرير مدى التزام الفلسطينيّين بشروط الاستسلام المفروضة عليهم (تماماً كما الحال في لبنان، إذ إنّ إسرائيل وحدها تقرّر-لا الـ «ميكانيزم» التي نالت إعجاب سلام-الالتزام).
إنّ هذه الخطّة هي أخطر مشروع يواجه القضيّة الفلسطينيّة منذ ١٩٦٧ وهي تَعدّ اتّفاق أوسلو باطلاً ولاغياً، وتستبدل رئيس عصابة السرقة والتنسيق في رام الله برئيس عصابة الأوغاد الإمارتيّة، «أبو شباب». ولا تتضمّن الخطّة أيّ مُدَد زمنيّة. وإذا كانت «الخمس سنوات» في اتّفاق أوسلو باتت دهراً، فإنّه من المنطقي عَدّ حقبة هذه الخطّة أبديّة.
وقد وافق حُكّام العرب على عودة حرب الإبادة في أيّ لحظة تُقرّر فيها إسرائيل أنّ الشعب الفلسطيني لا يفي بوعوده والتزاماته، كما أنّ الحُكّام العرب وافقوا على جعل مدّ الشعب الفلسطيني بالقوت والماء والدواء سلاحاً بيَد جيش العدوّ كي يستعين به للضغط على الشعب الفلسطيني. وحُكم غزّة سيكون في يد سلطة احتلاليّة أميركيّة مع الاستعانة بعملاء محليّين من العرب.
ويُحظّر على أيٍّ من المنظّمات الفلسطينيّة أداء أيّ دَور في غزّة لأنّ العمل السياسي بات ممنوعاً، لكنّ التصفيق لسلطات الاحتلال مسموح.
وحرصت الخطّة في الصياغة الأميركيّة على نَفي التواصل القومي والبشري للشعب الفلسطيني فتشير إلى الفلسطينيّين في غزّة بالغزّيّين، وسجناؤهم غزّيّون. لا، والخطّة وعدت بخطط لحوار «بين الأديان»، أي تغيير العقيدة الإسلاميّة والمسيحيّة العربية كي تقبل بالصهيونيّة رُكناً من أركان الدين.